قوم عاد ينتمون كما أكدت المراجع القديمة إلى سلاسة العرب العاربة، وهى السلاسة التي استخدمت اللغة العربية كلغة لها، وهم منحدرون من ذرية رجل يُدعى " عاد " ويقال أنه من سلاسة " سام ابن نبي الله نوح عليه السلام " وهم أقدم من وجود العرب المنحدرين من نسل نبي الله " إسماعيل عليه السلام ".وقبيلة عاد تتميز بالقوة الجسدية الكبيرة والعظمة، وقد ثبت ذلك بالآثار التي تركوها خلفهم في حضارتهم، وقد سكن قوم عاد المنطقة الواقعة بين عمان وأحقاف اليمن، وسوف نقوم بعرض كل ما يخص قوم عاد وذلك من خلال موقع الفهرس الذي يحرص دائماً على تقديم كل المعلومات الجديدة التي تنير العقول فتابعوا معنا.
معتقد قوم عاد الديني
قوم عاد كانوا يعبدون الأوثان وهم أول من قام بعبادتها من الأجيال السابقة التي قد نجت من بعد سيدنا " نوح " عليه السلام، فكانوا يعبدون ثلاثة أصنام ويشركون بالله عز وجل، لذلك بعث الله سبحانه وتعالى لهم النبي الكريم " هود " عليه السلام برسالة توحيد خالدة وهى الإيمان بالله سبحانه وتعالى خالق كل شيء ومليكه.
موقف قوم عاد من هود عليه السلام
- رفض قوم عاد رسالة " هود " عليه السلام وقابلوها بالجحود والرفض التام، إلا فئة قليلة منهم قد آمنت برسالة نبي الله " هود " عليه السلام، فقد رأوا أن طريق الحق هو التوحيد لله سبحانه وتعالى، وأن ذلك الطريق هو النور، وقد وعدهم نبي الله بالخير والرزق الوفير نتيجة إيمانهم بالمولى عز وجل واستغفروا لذنوبهم.
- أما من رفض الدعوة فكان ينكر كل ما كان يبينه له سيدنا هود رغم أنه الحق، بل وأصروا على المضي في الكفر، قال تعالى في كتابه الكريم " بسم الله الرحمن الرحيم " ((وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَه غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)).
عقاب الله سبحانه وتعالى لقوم عاد
- أصر قوم عاد على الكفر رغم تحذير نبي الله " هود " لهم بعذاب من الله عز وجل لكنهم أدبروا وتولوا عنه، وهنا دعا هود عليه السلام ربه سبحانه وتعالى فأوحى الله له أن العقاب سينزل بقوم عاد، وأخبره عز وجل أنهم سوف يصبحون كزبد البحر المتناثر الذي لن يكون له وجود بعد ذلك.
- وقد تم ذكر ذلك بسورة " المؤمنون " وليس هذا العذاب قاصراً على الدنيا فقط بل وأيضاً بالآخرة لأنهم تكبروا وتجبروا، فبدأ عذابهم بانقطاع المطر وإصابة الأرض بالجفاف والقحط، فطلبوا من آلهتهم أن ترسل عليهم الأمطار، وأرسل الله لهم بداية العذاب فظنوا أن السحاب قادم بالخير وأن أصنامهم قد استجابت لدعائهم، لكنها كانت النهاية.
- فقد جاءت الريح بأقوى ما تكون من برودة وهاجمتهم العواصف واستمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام متتالية، وسميت بـ " أيام الحسوم " لأنها قد حسمت أمر قوم عاد بأكملهم وجعلتهم في طي النسيان، فأصيبت المدينة بدمار شامل ولم يبقى منها إلا بيوت ومساكن ذات أعمدة لتبقى شاهدة على أن قوم عاد كانوا موجودين.
- وقد قيل أن الريح كانت تقوم برفع الفرد من قوم عاد العملاق الشديد إلى السماء ثم ترميه في الأرض خالي الجسم " أجوف " حتى أصبحت المدينة عبارة عن جثث محطمة فارغة خاوية بدون أدمغة ولا أمعاء ولا حتى الدماء، وقد تم ذكر كل ذلك بسورة " الحاقة " وسورة " الذاريات " و " الأعراف " وسورة " فُصلَّت " وسورة " هود " وسورة " القمر ".
شاهد المزيد :. آخر ملوك حمير في اليمن والجزيرة العربية