أخر الاخبار

ما الفرق بين الغيبة والنميمة والإفك والبهتان والفضفضة؟

يحتار معظم الناس في التفرقة بين كل من الغيبة، والنميمة، والبهتان، وكذلك الإفك والفضفضة  فلا يعلم الكثير أن هناك فرقا شاسعا بين كل منهم سواء في المعني أو الحكم في الإسلام لهذه الأفعال، واليوم داخل موقع الفهرس نتعرف بالتفصيل علي الفرق بين الغيبة والنميمة والإفك والبهتان والفضفضة، وكذلك حكم كل منها في الشريعة الإسلامية.

الغيبة

الغيبة هي أن يذكر شخص عيوب آخر في عدم حضوره، وسواء أذكر ذلك الشخص عيوب الآخر بالحديث ( الكلام) أو بمحاكاة وتقليد بعض تصرفات الشخص الآخر والسخرية منها، أو حتي بالإشارة، كل ذلك يقع تحت دائرة الغيبة، وقد نهي الإسلام عن الغيبة وذمها، ونهي الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن الغيبة قائلاً:

بسم الله الرحمن الرحيم
" ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم"
صدق الله العظيم

وكفارة الغيبة في الإسلام أن يتوب الإنسان إلي الله ويشعر بداخله بالندم، والدعاء للشخص المغتاب بالمغفرة ويذكره في غيبته بما يحب كما ذكره بما يكره قبل ذلك، وفي حال عرف الشخص المغتاب بالغيبة ينبغي الاعتذار منه حتي يسامحه.
تعرف علي حيوان القيوط والفرق بينه وبين الذئب

النميمة

  • النميمة هي أن ينقل شخص الكلام بين شخصين آخرين بهدف الإفساد بينهما ووقوع البغضاء.

  • وقد حرم الإسلام النميمة لأنها توقع البغضاء بين النفوس ومن آثار النميمة أيضا أنها قد تؤدي إلى القطيعة بين الناس، وأحيانا تؤدي إلي القتل، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، النميمة قائلاً " لا يدخل الجنة نمام"

  • وقد روي عن ابن عباس أن الرسول عليه الصلاة والسلام مر مع بعض أصحابه علي قبرين، فقال عن أصحابهما أنهما يعذبان لأن أحدهما كان لا يستتر من بوله، والآخر كان يمشي بالنميمة، وفي حديث أحمد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما معناه
  • " شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبراء العيب"
  • كما أن النميمة ذكرت في القرآن الكريم في سورة القلم،

بسم الله الرحمن الرحيم
" ولا تطع كل حلاف مهين. هماز مشاء بنميم"
صدق الله العظيم

الإفك

الإفك هو أقبح أنواع الكذب وأكثره فحشا، وقد ذكر في القرآن الكريم أكثر من مرة، ويعني اتهام الناس كذبا، بفعلهم لفاحشة أو منكر، ولعل حادثة الإفك الشهيرة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم هي أكثر تفصيلا وشرحا لمعني الإفك ومدي ضرره علي الشخص الواقع عليه الإفك.

حادثة الإفك

  • لقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها ضحية لحادثة الإفك والتي قام بتلفيقها لها مجموعة من المنافقين هم حسان بن أبي ثابت، وعبد الله بن أبي بن سلول، وحمنة بنت جحش، ومسطح، متهمين عائشة بنت أبي بكر وصفوان بن ثابت بارتكابهما الفاحشة والعياذ بالله.
  • وما حدث مع عائشة رضي الله عنها في تلك الليلة أنها كانت مع قافلة وذهبت بعيداً عن الجيش لقضاء شأنها، وعند عودتها انفرط عقد لها فأخذت تجمع حباته التي سقطت مما جعلها تتأخر في عودتها للقافلة، وكانت القافلة حينئذ قد رحلت ومعهم ناقتها رضي الله عنها والتي كانوا يظنون أن عائشة فوق هذه الناقة في هودجها،
  • وعندما عادت عائشة وقد وجدت أن القافلة قد رحلت قامت بالمبيت في البيت الذي كانت تقيم فيه أثناء الرحلة وكان المنزل فارغ حينها، واعتقدت أن القافلة سوف تفتقدها عند علمهن أنها ليست موجودة معهم فيعودون إليها ثانية، وجلست عائشة تنتظر حتى غلبها النوم، وحينها كان صفوان بن ثابت عائدا من الجيش بمفرده ودخل المنزل ليجد كما قال " ظلا أسود اللون نائما" فقام بالاسترجاع ( أي قول إنا لله وإنا إليه راجعون) حتي استيقظت عائشة علي صوت استرجاعه فجذبت حجابها وارتدته،
  • وعاد بها  صفوان بن ثابت للقبيلة، لتجد أن المنافقين قد اتهموها بالفاحشة، ولكن الله سبحانه وتعالى قد برأها وأنزل في شأنها قرآنا لتبرئتها.

بسم الله الرحمن الرحيم
" إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم"
صدق الله العظيم

البهتان

البهتان هو أسوأ أنواع الكذب والافتراء علي الناس، ويقصد به أن ينطق أحدهم بالكذب الذي يضع المستمع في مقام الحيرة والدهشة من شدة تشابهه مع الصدق؛ لأنه يظهر في البداية وكأنه حديث صدق وقد حدث بالفعل، ولكن مع التثبت والتأني يكتشف الناس أنه  ما هو إلا كذب وافتراء بالباطل علي الغير، وذلك مثل اتهام أحدهم للآخر قائلاً للناس " لقد سرق مني كذا وكذا، وهددني قائلاً كذا" وكل ذلك لم يحدث من الأساس، وإذا كان البهتان ينطق به في حضور الشخص المقول فيه فيسمي " افتراء" وليس بهتانا.

الفضفضة

  • وتعني الفضفضة أن يتحدث أحدهم للآخر عما يضايقه ويحزنه، سواء أكان ما يحزنه بسبب فعلة شخص ما معه، أو بسبب مشكلة يمر بها المتحدث، مثل أن تشكو المرأة لأهلها بعض تصرفات زوجها معها والعكس، ويخلط  الكثيرين بين كل من الغيبة والفضفضة لأنهما يشتركان في ذكر عيوب الغير في عدم حضوره.
  •  ولكن الفضفضة في الإسلام إذا لم تكن تتضمن كذبا أو ذكر بعض الأسرار الخاصة وكذلك السخط من الأقدار فإن الفضفضة حينها ليست محرمة وإنما تعتبر حديثاً لبث الشكوى والهموم فقط لأن الشكوى في حد ذاتها ليست محرمة وإنما تقع في مقام الإخبار عن هم أو مشكلة معينة.
  • بينما الغيبة تختلف تماماً عن الفضفضة في أنها تتضمن ذكر مساوئ الغير في عدم حضوره، عند الناس بغرض التشهير بعيوبه.
شاهد المزيد :. نواقض الوضوء على المذاهب الأربعة بالتفصيل
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -