يعد قصر عابدين أشهر القصور المصرية القديمة التي شهدت العديد من الأحداث التاريخية بدءا من فترة الحكم الملكي وحتي الحكم الجمهوري لمصر، واليوم نتعرف من خلال موقع الفهرس علي قصة قصر عابدين بداية من بناءه بأمر من الخديوي إسماعيل وتخطيطه من الداخل، والأحداث التاريخية التي شهدها القصر، وكيف أصبح حال القصر اليوم؟
تاريخ قصر عابدين
- بدأت حكاية قصر عابدين عندما أمر الخديوي إسماعيل بعمل تخطيط للقاهرة يضاهي النمط الأوروبي في الأبنية المختلفة والقصور والجسور علي النيل، والشوارع والميادين الواسعة، والحدائق المليئة بالنخيل والأشجار والنباتات النادرة.
- وكان بناء قصر عابدين علي رأس ذلك التخطيط، حيث أمر الملك إسماعيل ببنائه فور توليه للحكم في مصر سنة ١٨٦٣م، واكتسب قصر عابدين اسمه من " عابدين بك" والذي كان من ضمن القادة العسكريين خلال حكم محمد علي باشا، وكان عابدين بك يمتلك قصرا صغيراً في نفس المكان الذي يوجد به قصر عابدين حالياً، وقد اشتري الخديوي إسماعيل هذا القصر من أرملة عابدين بك، وقام بهدمه وضم إليه العديد من الأراضي الواسعة، وبدأ بعد ذلك في بناء قصر عابدين بصورته المعروفة حتى اليوم.
- وقد شهد قصر عابدين الكثير من الأحداث التاريخية البارزة بداية من العصر الملكي وحتي نشوب ثورة يوليو عام ١٩٥٢م، وقد تم تشييد قصر عابدين إبان حكم أسرة محمد علي لمصر، والذي كان فيه قصر عابدين بمثابة مقر الحكم منذ عام ١٨٧٢م وحتي عام ١٩٥٢م.
- تعاقب علي هذا القصر ٦ ملوك كانوا يحكمون مصر من خلاله، وشهد قصر عابدين التحول من نظام الحكم الملكي إلي الجمهوري خلال تلك السنوات.
أهمية وفوائد السباحة النفسية والجسدية لصحة الإنسان
- مظاهرة التاسع من سبتمبر عام ١٨٨١م، والتي قدم فيها أحمد عرابي مطالب الجيش والشعب وهو راكبا فوق فرسه يرفض أن ينزل عنه بعدما طلب منه ذلك كبير الياوران، وقال فيها جملته الشهيرة: " لقد خلقنا الله أحرار، ولم يخلقنا تراثا أو عقارا"
- شهد قصر عابدين أيضاً حدثا هاما في الرابع من فبراير عام ١٩٤٢م، عندما أرغم السفير البريطاني الملك فاروق علي تعيين مصطفي النحاس رئيسا للوزراء، وقد قدم السفير البريطاني إنذارا للملك فاروق إذا يعين مصطفي النحاس في هذا المنصب قبل حلول السادسة مساءاً، بأن بريطانيا سوف تتدخل في شؤون مصر ويتنازل الملك فاروق عن العرش، ورضخ الملك فاروق مرغما لرغبة السفير البريطاني.
- كذلك شهد قصر عابدين الأزمة المعروفة بأزمة مارس في عام ١٩٥٤م، وهي أزمة نشبت بين كل من الرئيس محمد نجيب وجمال عبد الناصر بعد قيام الثورة، وقدم محمد نجيب استقالته في الخامس والعشرين من فبراير، وتراجع عنها فيما بعد وعاد إلي قصر عابدين ووقف في الشرفة، وأحاط به المتظاهرون معارضين له آنذاك.
وصف قصر عابدين من الداخل
- يتكون قصر عابدين من العديد من القاعات والصالونات متعددة ألوان الجدران، حيث يتم تخصيص الصالونات باللون الأحمر والأبيض والأخضر لاستقبال الزيارات الرسمية إلي مصر.
- كذلك يوجد بداخل القصر مكتبة تضم ما يصل إلى ٥٥,٠٠٠ كتاب.
- يوجد بالقصر مسرح كبير يضم أماكن خاصة بالسيدات تم عزلها بالستائر ويوجد به مئات المقاعد المذهبة، ويستخدم هذا المسرح الآن في تقديم العروض المسرحية الخاصة للزوار.
- يضم قصر عابدين أيضاً العديد من الأجنحة ليمكث بها الزوار والوفود الرسمية أثناء زيارتهم إلي مصر، ويعد الجناح البلجيكي أشهر تلك الأجنحة وسمي بهذا الاسم لأن أول من يمكث فيه كان ملك بلجيكا، ويوجد بهذا الجناح سرير رائع به العديد من الرسومات والزخارف اليدوية منا يجعله تحفة فنية رائعة.
- كذلك يضم قصر عابدين عدة متاحف مثل متحف الأسلحة الذي يحوي العديد من الأسلحة التي تم تقديمها لرؤساء مصر من مختلف الجهات الوطنية شديد التنسيق، وهناك أيضاً متحف آخر خاص بجميع مقتنيات أسرة محمد علي مثل: الأواني المصنوعة من الفضة والبلور الملون والكريستال، كذلك كان أحفاد الخديوي إسماعيل شديدي الاهتمام بوضع اللمسات الفنية في القصر والتي تناسب عصر كل منهم، كذلك تم ربط مجمع للمتاحف المختلفة بخط واحد للزيارة، يمر بحدائق القصر المختلفة.
- ويضم قصر عابدين أيضاً العديد من القاعات أكبرها وأفخمها قاعة محمد علي، وأمام هذه القاعة يوجد مسرح كبير وتم وضع العديد من آلات الملكة نازلي الموسيقية علي باب هذا المسرح.
- وهناك قاعة أخرى تسمي قاعة العرش، وهي عبارة عن ميدان شديد الاتساع به قاعة مصممة على الطراز العربي وأرضيتها من الباركيه، وبها باب يفصلها عن قاعة الحرملك وهي قاعة لا يدخلها إلا من يحمل العلامات المميزة.
- وفي الدور الأرضي توجد حديقة القصر، ويوجد أيضاً صيدلية بها الأدوية النادرة، وأمامها المطبعة الملكية السابقة ومكتبا خاص بالملك فاروق.
- وقد تعرض قصر عابدين لإهمال كبير لعدة سنوات، تبعتها بعد ذلك محاولات ناجحة في الإصلاح والترميم من قبل رؤساء مصر المختلفين بعد ذلك، وأبرز محاولات الإصلاح كانت لترميم متحف النياشين والأوسمة ومتحف الأسلحة وفتح الزيارة بها للجمهور بدلاً من إيداعها في المخازن.