أخر الاخبار

حكم الحلف بالطلاق وما هي الكفارة؟

شرع الله سبحانه وتعالى الطلاق وهو أبغض الحلال عنده، وذلك عندما تصبح الحياة بين الزوجين فيها مشقة كبيرة علي كلا الطرفين أو أحدهما، ولكن انتشرت ظاهرة سيئة عند بعض الرجال اليوم وهي الحلف بالطلاق، مما أوقع معظمهم في حرج من معرفة حكم الحلف بالطلاق والذي يوقفه العلماء على صيغة الحكم بالطلاق ونية الحالف عند الحلف أيضاً، واليوم من خلال موقع الفهرس نسلط الضوء علي حكم الحلف بالطلاق وصيغه، وكفارة الحلف بالطلاق عند جمهور علماء المسلمين بمختلف مذاهبهم.

الحلف بالطلاق وصيغه

الحلف بالطلاق هو قول يريد به الزوج الحث علي شيء ما أو منعه للآخرين، كذلك قد يكون الحلف بالطلاق للزوجة وذلك عندما يريد منها فعل شيء معين أو الامتناع عنه، وللأسف يستهين بعض الرجال بالحلف بالطلاق مما يوقعهم بعد ذلك في حيرة من أمرهم، عما إذا كان الطلاق قد وقع فعليا علي الزوجة أم لا، وقبل أن نتعرف علي حكم الحلف بالطلاق عند كبار علماء المسلمين، ينبغي أولاً أن نتعرف علي صيغ وأنواع الحلف بالطلاق؛ لنعرف بعد ذلك الحكم الذي يتفق وتلك الصيغة من الحلف بالطلاق.
أنواع السمك الطائر وكيف يطير

وينقسم الحلف بالطلاق إلي صيغتين، هما:

  • الطلاق المعلق مع تعمد إيقاع الطلاق.
  • التعليق اللفظي ( يمين الطلاق)

أولاً: الطلاق المعلق مع تعمد إيقاع الطلاق

ويقصد بتلك الصيغة من الحلف بالطلاق الوقوع الفعلي للطلاق عند حدوث أمر أو شرط معين، مثل أن يقول الرجل لزوجته: " أنت طالق عند حلول المساء، أو عند قدوم فلان من سفره" وبالطبع لا يقصد بذلك النوع من الطلاق حث أحد ما علي فعل شيء معين أو تركه، ويقع الطلاق فعليا علي الزوجة عند حلول المساء أو عند قدوم فلان من السفر، وتنطبق جميع أحكام الطلاق علي الزوجة من عدة ورجعة وغير ذلك من أحكام الطلاق.

ثانياً: التعليق اللفظي ( يمين الطلاق)

ويعني الحلف بالطلاق بصيغة التعليق اللفظي أن يخبر أحدهم زوجته بأنها إن فعلت/ لم تفعل أمر معين فهي طالق، فيكون قصده هنا إرغام الزوجة علي فعل شيء معين أو تركه، ولا يقصد هنا أن يطلقها بالفعل، وذلك لأن وجود أداة الشرط هنا تجعل الطلاق في صورة تعليق لفظي ليس إلا.

حكم الحلف بالطلاق

اختلف علماء المسلمين في حكم الحلف بالطلاق، وما إذا كان الطلق قد وقع بالفعل أم لا، وفيما يلي آراء العلماء المسلمين بمختلف مذاهبهم في حكم الحلف بالطلاق.

حكم الحلف بالطلاق في المذاهب الأربعة

ذهب جمهور العلماء من المذاهب الأربعة ( الحنفية، والحنابلة، والشافعية، والمالكية) إلي أن الحلف بالطلاق في صيغة التعليق على وقوع أمر ما، بأن ذلك الطلاق قد وقع بالفعل عند وقوع الشرط (حلول المساء، أو قدوم فلان من السفر وغيره)

حكم الحلف بالطلاق عند الإمامية والظاهرية

ويري كل من الإمامية والظاهرية أن الحلف بالطلاق المعلق علي وقوع أمر ما، لا يقع الطلاق فيه حتي لو وقع الشرط الذي تم تعليق الطلاق عليه.
كيفية صلاة الاستخارة ومعرفة النتيجة

حكم الحلف بالطلاق عند ابن القيم وابن تيمية

ويري كل من ابن القيم وابن تيمية أن الحلف بالطلاق المعلق إذا كان يقصد به الحث علي فعل أمر معين أو تركه، فإن الطلاق هنا لا يقع، ويجب على الرجل هنا أن يدفع كفارة اليمين؛ حيث يعتبر الطلاق هنا يمين.

كفارة الحلف بالطلاق عند ابن القيم وابن تيمية

يري ابن تيمية أن كفارة الحلف بالطلاق في تلك الحالة هي أن يقوم الزوج بدفع كفارة يمين ( إن حنث في اليمين الذي حلف به)  بينما يري ابن القيم أنه لا توجد كفارة علي الحلف بالطلاق في تلك الحالة.

كذلك يري كل منهما أن تعليق الطلاق علي وقوع أمر ما إن كان شرطيا، فإن الطلاق يقع هنا وينطبق عليه بقية تفاصيل الطلاق من عدة ورجعة وغير ذلك.

حكم الحلف بالطلاق بصيغة التعليق اللفظي  ( يمين الطلاق)

قد يقول الرجل لزوجته: " أنت طالق ما لم تفعلي كذا وكذا" وهذا يقع ضمن يمين الطلاق والذي لا يوقع الطلاق بالفعل وذلك برأي جمهور العلماء والذين يرون أن قصد الرجل هنا كان منع الزوجة عن فعل شيء معين ولا يقصد الطلاق بالفعل، وهنا يجب عليه كفارة يمينه ذاك، وهو إطعام عشرة مساكين او كسوتهم أو تحرير رقبة، وإذا كان معسرا للحد الذي يمكنه من فعل أي من تلك الأمور، فيجب عليه الصيام ثلاثة أيام، وذلك طبقاً لما أمرنا الله عز وجل به في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
" لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان* فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة* فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون"
صدق الله العظيم
وينطبق هذا الحكم أيضاً علي الحلف بالطلاق علي عدم فعله لأمر ما، كأن يقول الرجل: عليه الطلاق أنه لن يذهب إلى دار فلان، ويقصد في نفسه عدم الذهاب إلي دار فلان بالفعل، ولا يقصد أبداً تطليق زوجته، فينطبق عليه كفارة اليمين كما ذكرنا في الفقرة السابقة، كذلك ينطبق نفس الأمر علي الحلف بالطلاق علي شخص ما بأن يفعل/ لا يفعل  شخص ما أمر معين، كأن يقول: عليه الطلاق بأن يأكل فلان من طعامه، فإذا لم يأكل هذا ذلك الشخص من طعامه، فيجب علي الحالف بالطلاق أن يدفع كفارة اليمين أيضاً، من إطعام أو كسوة عشرة مساكين، أو صوم ثلاثة أيام.
قد يهمك :. أهمية وفضل أداء الصلاة في وقتها
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -