أخر الاخبار

تاريخ ونهاية السلطان قانصوه الغوري وصراعه مع البرتغاليين والعثمانيين

السلطان قنصوه الغوري أحد أبرز حكام المماليك الذين حكموا مصر لفترة من الزمن، وقد ترك السلطان الغوري العديد من الآثار في مصر وحلب والتي مازالت باقية حتى اليوم، واليوم سوف يقدم لكم موقع الفهرس مقالا رائعاً يتحدث عن تاريخ السلطان قنصوه الغوري منذ نشأته وترقّيه في المناصب حتى أصبح سلطانا على مصر، وكذلك بطولاته في مواجهة خطر البرتغاليين على مصر وسواحل اليمن والهند وشرق أفريقيا، وكذلك صراعاته مع الدولة العثمانية التي انتهت بوفاته.

نشأة السلطان قنصوه الغوري

السلطان قنصوه الغوري هو الملك الأشرف أبو النصر قنصوه من ببردي الغوري، وُلِدَ عام ٨٥٠ه‍-١٤٤٦م، وهو من جركسي الجنس وضمن سلاطين المماليك الشركس أو المماليك البرجية.

امتلكه الأشرف قايتباي ثم أعتقه، وولاّه ضمن مماليكه الجمدارية، بعد ذلك أصبح قنصوه الغوري من حرس الأشرف قايتباي الخاص، وصعد بعد ذلك في عدة مناصب إلي تولي وظيفة حجابة الحجاب في حلب، وتم تعيينه بعد ذلك وزيراً بدولة الأشرف جنبلاط.

تولي السلطان قنصوه الغوري للحكم

  • عقب خلع العادل طومان باي من منصب كسلطان على مصر، اتفق زعماء وكبار المماليك على أن يختاروا قنصوه الغوري ليجعلوه سلطانا على مصر، ولم يكن اختيار المماليك للسلطان قنصوه الغوري حينها عبثاً، وإنما كان مبنيا على عدة أسباب، منها: 
  • أن السلطان قنصوه الغوري كان أكبرهم سنا (٦٠ عاما). 
  • وكذلك لأنه لم يكن لديه أية طموحات سياسية، وبالتالي لن يكون خلعه أمراً صعباً متي ما أرادوا ذلك، وبالفعل أرغم المماليك قنصوه الغوري على تولي الحكم؛ لأنه لم يكن يريد الجلوس علي العرش خوفاً من تبعات الأمر لاحقاً، واشترط عليهم في حال أرادوا خلعه، ألا يقوموا بقتله ويتركوه حيا.
  • وفي عام ٩٠٦ه‍- ١٥٠٠م أصبح السلطان قنصوه الغوري سلطانا علي مصر، وما حدث بعد ذلك كان مفاجأة للماليك؛ إذ خالف السلطان قنصوه الغوري توقعاتهم وقام بإبعاد الكثير منهم وفرض ضرائب كبيرة على آخرين واستأثر وحده بالملك.
  • كذلك أظهر السلطان قنصوه الغوري مهارة كبيرة في إدارة البلاد التي انخفضت إيراداتها عقب اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح من قِبل البرتغاليين، ولكن فرضه للضرائب الباهظة وخفضه للأجور أغضب منه شعبه والمماليك أيضاً، وتذمروا عليه ولكن لم يستطيعوا عزله؛ خوفاً من تولي سلطان آخر بعده يمنع عنهم الأجور تماماً.
طالع ايضا :. حكاية قوات الهجانة المصرية نشأتها وتاريخها ونهايتها

المنشآت التي بناها السلطان قنصوه الغوري في مصر وحلب

أنشأ السلطان قنصوه الغوري العديد من المنشآت في مصر وحلب، ففي حلب أنشأ مجموعة تتكون من جامع ومدرسة وعدة أبنية، وفي مصر كان له منشآت عدة مثل أبراج الإسكندرية وقلعة العقبة، كما قام بإصلاحات في قبة الإمام الشافعي، وتحديثات في خان الخليلي، وأنشأ منارة خاصة بالجامع الأزهر، كذلك أنشأ مجموعة من المنشآت عند نهاية شارع الغورية عند التقاطع مع شارع الأزهر، وهذه المنشآت عبارة عن وكالة وخانقاه وقبة ومدرسة.

صراع السلطان قنصوه الغوري مع البرتغاليين

  • بعد اكتشاف البرتغاليين لطريق رأس الرجاء الصالح، طمعوا في السيطرة على كافة طرق التجارة عبر البحر الأحمر، واستولوا على الحبشة ثم توجهوا إلى سواحل الحجاز ومصر، وبلغ بهم الأمر أن يستميلوا الدول الأوروبية لتساعدهم في حملاتهم على سواحل البحر الأحمر بحجة أن ذلك في صالح الحملات الصليبية.
  • هنا قام السلطان قنصوه الغوري ببناء الشون وإرسال حاميات برية إلي السواحل حتى تعيق تقدم البرتغاليين من البر.
  • بعد ذلك اكتمل تجهيز السفن ليخوض معركة بحرية هائلة مع البرتغاليين انتهت بطرد سفن البرتغال من البحر الأحمر، وأصبح البحر الأحمر كأنه بحيرة خاصة بالمماليك فقط.
  • وبعد ذلك تقدمت سفن السلطان قنصوه الغوري لتهاجم القلاع البرتغالية الموجودة على سواحل اليمن وشرق أفريقيا وإيران وعمان. وانتقلت بعد ذلك نحو الهند لتساند الحاكم الذي يحكم الجوجارات الهندية التي توالي المماليك.
  • ونجح أيضاً قنصوه الغوري في ذلك وهزم البرتغاليين بمعركة "شاول" سنة ١٥٠٨م، ولكن تمكن البرتغاليين بعد ذلك من هزيمة المماليك بمعركة "ديو" سنة ١٥٠٩م، وانسحب المماليك مكتفين بسيطرتهم على البحر الأحمر.

صراع السلطان قنصوه الغوري مع العثمانيين

  • في النصف الأول للقرن الرابع عشر بدأت الدولة العثمانية تبرز كقوة جديدة علي الساحة السياسية والعسكرية، وقد اتخذ العثمانيون من مدينة بورصة  (وهي موجودة في آسيا الصغرى) عاصمة لهم، وتوسعت بعد ذلك لتستولي على آسيا الصغرى كاملة.
  • وكانت علاقة الدولة المصرية مع الدولة العثمانية في البداية ترتدي ثوب التحالف والمودة، وتحالفا ضد كل من البرتغاليين والمغول وبقية الصليبيين، ولكن سرعان ما زاد التوتر بين الدولتين لاسيما عندما اقتربت حدود الدولة العثمانية من ممتلكات المماليك.
  • كذلك كانت هناك صراعات مع الدولة الصفوية والتي كانت تسعي لنشر الفكر الشيعي، وقد اتحد كل من المماليك والدولة العثمانية للقضاء عليها، وانتهي ذلك بانتهاء الدولة المملوكية.

نهاية السلطان قنصوه الغوري

بسبب التوتر الذي نشب بين كل من الدولة العثمانية والدولة المملوكية، قرر السلطان قنصوه الغوري أن يخوض معركة ضد العثمانيين لصد خطرهم عن دولة المماليك، وكانت تلك المعركة في منطقة "مرج دابق" في الشام عام ٩٢٢ه‍- ١٥١٦م، وكان السلطان سليم الأول هو قائد الجيش العثماني في تلك المعركة، وقد تعرض السلطان قنصوه الغوري للخيانة من قبل بعض القادة وهم (القاضي يونس، وخاير بك، وجان برد الغزالي) ونتج عن ذلك وفاة السلطان قنصوه الغوري وهزيمة الجيش المصري.
طالع ايضا :. أسباب ونتائج الفتح الإسلامي لمصر
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -