أخر الاخبار

الفهم الصحيح للعفو وأثره على الفرد والمجتمع

 الفهم الصحيح للعفو هو التجاوز عن ما يقوم به الغير من ذنوب تجاهنا فمن يعفو عن الغير ويكظم غيظه له أجر عظيم عند الله عز وجل، العفو من الأخلاق الحميدة والذي حثت عليه الشرائع الدينية وحثنا عليه الإسلام وأيضًا أوصانا به سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام واليوم من خلال منصة الفهرس سوف نوضح الفهم الصحيح للعفو وأثره على الفرد والمجتمع.

أثر العفو على الفرد والمجتمع

  • من يدرك الفهم الصحيح للعفو يدرك أهميته الكبرى ومكانته المتميزة عند الله عز وجل، فالعفو عن الغير بدوره يمنع العديد من التداعيات التي تودي بحياة الغير فيما بعدما الغضب يولد الرغبة الشديدة في الثأر من الغير ويعطي مساحة للشيطان بأن يوسوس للإنسان بأبشع الجرائم والذنوب التي يرتكبها من أجل أن يثأر لنفسه
  • حماية الأرواح البريئة التي تذهب نتيجة الغضب والطيش للحصول على الثأر
  • العفو يوفر إهدار طاقة الإنسان في التشاحن والتباغض من الغير
  • كون الإنسان يقوم برد العقوبة لمن قام بإلحاق الأذى به يأخذ من تفكيره وجهده وبعض الحالات تتوفى بسبب كثرة التفكير والغضب
  • ولهذا التجاوز عن الغضب والعفو عند المقدرة وكظم الغيظ يعد من أفضل الحلول والتي بدورها تولد الهدوء والراحة للإنسان
  • الانتقام من الغير لن يلحق الضرر بالشخص المسيء فقط بل سيلحق الضرر بأسرة بكاملها جراء ما سيصيبها من الانتقام

خير مثال عن العفو

  • ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو أكبر مثال لنا جميعنا عن العفو، فالتاريخ لم يعرف قط عفوًا أكبر من عفو "محمد بن عبد الله" عن أهل مكة يوم ما تم فتحها، فبعد الأذى الذى لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل مكة وبعد الأذى الذى طال أهل بيته والصحابة طوال سنوات الدعوى بها
  • وبعد أن تعرض خير خلق الله لشتى أنواع الأذى كرمه الله سبحانه وتعالى بفتح مكة، وبدلًا من أن يقوم رسول الله بالانتقام من أهل مكة ورد الأذى لهم أضاعفًا وهو كان باستطاعته القيام بذلك فاجأ الجميع بأنه قد عفا عنهم ولم يتعرض أي أحدً من أهل مكة لأي نوع من الأذى
  • فهنا ندرك الفهم الصحيح للعفو بعدما فتح رسول الله "صلى الله عليه وسلم" مكة قال "ما تظنون أني فاعلً بكم؟"، فقالوا "أخً كريم وابن أخً كريم"، ليقول لهم رسول الله "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

عفو الله عن العباد

الله سبحانه وتعالى يعفو عن عباده فهو يمحو السيئات ويتجاوز عنها، فما أفضل أن يتجاوز الله عن عباده ويمحو سيئاته، فيلجأ العبد إلى الله سبحانه وتعالى ليطلب عفوه حيث:

  • اللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء لطلب العفو
  • لابد من التوبة من الذنوب في البداية والندم عن ما تم فعله
  • اللجوء إلى الله بالأعمال الصالحة من أجل محو السيئات
  • الحرص على الاستغفار دائمًا من الذنب
  • عفو العبد عن الغير وقبول العذر ولا يعامل العبد الغير بنفس المعاملة

ومن الجدير بالذكر أن العفو أفضل من المغفرة، فالمغفرة هي ستر الله ذنب العباد، والحصول على ثواب الله ورضاه بالأخير، أما بالعفو يتم محو السيئة بالكامل والآثار المترتبة عليها، الفهم الصحيح للعفو لابد من تعليمه في البداية من قبل الأهل لأطفالهم فهي ثقافة يتم النشأة عليها واكتسابهم من الغير "وما نقصدهم بالغير عم القدوة"، ففي حال رأى الطفل والديه يعفو كلًا منهم عن الغير ويصفح عنهم ينشأ هو الأخر على هذا النهج والعكس صحيح في حال رأى والديه يحاولون الثأر من الغير يكتسب هذا الشعور منهجًا في حياته.

طالع المزيد :. اخلاق الرسول كيف كانت وما تأثيرها على من حوله

آداب وشروط وأوقات الدعاء المستجاب

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -